languageFrançais

قطاع البناء أكبر مستهلك للطاقة بـ67%.. فهل تكون العمارة الخضراء حلا؟

يعتبر قطاع البناء أكبر مستهلك للكهرباء في تونس والمتسبب الرئيسي في الذروة الصيفية لاستهلاك الطاقة كل صائفة، حسب دراسة قدّمها رئيس مصلحة بالوكالة التونسية للتحكم في الطاقة عبد الرحمان محفوظي خلال لقاء تكويني لفائدة الصحفيين نظمته الوكالة بالتوازي مع الدورة الثالثة لملتقى، حسب تصريحه على هامش اللقاء الثالث الدولي 
MEETMED  للانتقال الطاقي الذي احتضنته تونس لمدة 3 أيام بعد دورتين سابقين بالمغرب ومصر.

وبيّن أنّ 51% من الطاقة المستهلكة في قطاع الصناعة موجهة إلى صناعة مواد البناء و16% موجهة لنقل مواد البناء .

ويعتبر عدد كبير من المختصين أن البناء الصديق للبيئة حل من الحلول لتقليص نسبة استهلاك الطاقة من قبل أصحاب العقارات، خاصة ان مصدر الطاقة الشمس هي ثروة متواصلة ومتوفرة كامل السنة في تونس وبالتالي من المهم الأخذ بعين الاعتبار ذلك لتطويع التكنولوجيات الحديثة للهندسة المعمارية وفق هذا التوجه .

وتُعدّ المباني الصديقة للبيئة، أو ما يُعرف باسم “العمارة الخضراء”، نهجًا معماريًا في العالم حيث يُركّز على تصميم وبناء وتشغيل المباني بطريقة تُقلّل من التأثيرات البيئية السلبية وذلك لأنه يوفر8 امتيازات أولها من حيث استخدام الطاقة المتجددة حيث يمكن من استبدال استخدام  الكهرباء بتركيب ألواح شمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء واستخدام أنظمة الطاقة الحرارية الشمسية لتسخين الماء..

 ويعتبر الخبراء أن استخدام هذه الحلول البديلة يساهم في  تحسين كفاءة استخدام الطاقة عبر العزل الحراري للحفاظ على حرارة المبنى في الشتاء والبرودة في الصيف ويدعو الخبراء الباعثين العقارين إلى استخدام النوافذ والأبواب الموفرة للطاقة وتركيب أنظمة الإضاءة الموفرة للطاقة واستخدام الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة.

أما على مستوى مواد البناء يقترح خبراء استخدام مواد بناء مستدامة، مثل الخيزران والمواد المعاد تدويرها مع تقليص استخدام المياه من خلال تركيب أدوات موفرة للمياه وإعادة تدوير النفايات مؤكدين أن العمارة الخضراء تساعد على  تحسين جودة الهواء وصحة الإنسان. وهناك العديد من المعايير التي تُستخدم لتصنيف المباني كـ “مباني خضراء” منها المنازل التي تستخدم الطاقة الشمسية تسجيل صفر استهلاك للطاقة وتصنف مباني خضراء LEED المباني التي تلبي معايير LEED (Leadership in Energy and Environmental Design) كـ “مباني خضراء”.

 
هذه الامتيازات لا تخفي التحديات التي تواجه المباني الصديقة للبيئة وابزرها التكلفة التي قد تكون أعلى  من تكلفة المباني التقليدية، إلى جانب مشكل  غياب الوعي بأهمية المباني الصديقة للبيئة والذي يعتبر منخفضًا في بعض البلدان. كما يطرح مشكل  عدم توفر بعض  التقنيات المستخدمة في المباني الصديقة للبيئة في جميع البلدان ولكن برغم هذه المشاكل إلا أن مستقبل المباني الصديقة للبيئة يتفاقم مع ازدياد الوعي بأهمية الاستدامة، حيث من المتوقع أن يزداد الطلب على المباني الصديقة للبيئة خاصة مع تُطوّر تقنيات جديدة بشكل مستمر لجعل هذه المباني أكثر كفاءة واقتصادية بالنظر ايضا لما تفرض المتغيرات المناخية في العالم والتي يعتبر مجاراتها حتى على مستوى البناءات أمرا ضروريا لتفادي الخسائر الكبرى وتسهيل إعادة الإعمار والبناء من جديد .

هناء السلطاني